
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إن مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ: أَنَّهُ عَلَّمَهُمْ مَا لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) وَقَالَ سُبْحَانَهُ (الرَّحْمَٰنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)، فَسُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا مِنَ النِّعَمِ مَا لَا يُعَدُّ وَلَا يُحْصَى، وَإن مِنْهَا مَا يَشْهَدُهُ عَصْرُنَا مِنْ تَطَوُّرٍ كَبِيرٍ فِي وَسَائِلِ الْمَعْرِفَةِ وَالتِّقْنِيَةِ، وَمِنْ أَبْرَزِهَا تِقْنِيَاتُ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ، الَّتِي أَصْبَحَتْ تُسْتَخْدَمُ فِي خِدْمَةِ الْعِلْمِ، وَالدَّعْوَةِ، وَالرِّعَايَةِ الصِّحِّيَّةِ، وفي مَيَادِينِ الطِّبِّ وَالتَّعْلِيمِ، وَخِدْمَةِ الْإِنْسَانِ وَتَيْسِيرِ حَيَاتِهِ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنْ تَسْخِيرِ اللَّهِ لِعِبَادِهِ (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، فعلينا يا عباد الله أَنْ نَسْتَعْمِلَهَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَفِيمَا يَعُودُ بِالنَّفْعِ عَلَى الدِّينِ وَالدُّنْيَا لَكِي لا تَنْقَلِبُ النِّعْمَةَ نِقْمَةً، إِنْ أُسِيءَ اسْتِعْمَالُهَا، فَكَمْ مِنْ أَدَوَاتٍ حَدِيثَةٍ أُفْسِدَتْ بِهَا الْقِيَمُ، وَشُوِّهَتْ بِهَا الْحَقَائِقُ، وَظُلِمَ بِهَا الْأَبْرِيَاءُ!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق