Header Ads

ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

نهاية عام وبداية عام

 


من غفل عن نفسه تصرمت أوقاته ثم اشتدت عليه حسراته، وأيُ حسرةٍ على العبد أعظم من أن يكون عمره عليه حجة، وتقوده أيامه إلى المزيد في الردى والشقاوة، ورد في الأثر: "أربعةٌ من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وطول الأمل، والحرص على الدنيا". وخطب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يومًا فقال: "أيها الناس: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتأهبوا للعرض الأكبر مع الله، (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) [الحاقة: 18]".

من حاسب نفسه في الدنيا خف في القيامة حسابه، وحسن في الآخرة منقلبه، ومن أهمل المحاسبة دامت حسراته وساء مصيره، وما كان شقاء الأشقياء إلا أنهم لا يرجون حسابًا، عاشوا على الأماني الفارغة، فخدعوا أنفسهم ووافتهم المنايا وهم في غمرةٍ ساهون. نوقن بالموت ثم ننساه، ونتحقق الضرر ثم نغشاه، نخشى الناس والله أحق أن نخشاه، نغتر بالصحة وننسى الأسقام، نتذكر الأحياء وننسى الأموات، سبحان الله -عباد الله-: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ) [الحديد: 16]؟! ألم يأن لأهل الغفلة أن يدركوا حقيقة هذه الدار؟! أما علموا أن حياتها عناء ونعيمها ابتلاء؟! (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ).



ليست هناك تعليقات