Header Ads

ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

عبودية المرض

 

كم من مريض كان المرض فرصةً له لمحاسبة نفسه، وكم من مريض كانت أيام مرضه أسعد أيام حياته؛ حين شرح الله صدرَه للتوبة والأوبة، بعد أن وجد فرصةً للتفكير في مستقبله الأخروي الباقي، بدلاً من الركض في هذه الدار الفانية.. ومن حِكم الله في المرض: أنه يكسر النفس، فتكون أقرب إلى الله منها في حال الصحة غالباً، وتستخرج به عبودية التذلل لله –تعالى-، والافتقار إليه سبحانه، فالصحيح الذي يتحرك، ويمشي في مناكب الأرض؛ قد يغفل وقد ينسى، أما المريض فهو -غالباً- أقرب وأكثر انكساراً وهذا يظهر على صفحات وجوه المرضى! فكم من متكبر كسره المرض! وكم من طاغية شامخ بأنفه أرغمه الله في التراب فكسره بالمرض! ولكن المؤمن -وليس غير المؤمن- ينظر لهذه الأحوال نظرةً أخرى تختلف عن غيره، فهو كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيراً له»(صحيح مسلم ح: 2999). وفي البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن يرِد الله به خيراً يُصَبْ منه" (صحيح البخاري ح: 5645) فالمرض للمؤمن علامة على إرادة الله بصاحبه الخير.



ليست هناك تعليقات