Header Ads

ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

خطر نشر الشائعات والغيبة والنميمة

 

معاشر المسلمين : يكثر اللغط والكلام بين الناس في المجالس ، وفي وسائل التواصل الاجتماعي ، وغالب الكلام يطلق بلا تثبت ، وكل يحرص على السبق في نشر الخبر ، وبذلك انتشرت الأخبار المكذوبة ، والإشاعات الباطلة ، فكم من مصيبة وقعت بسبب ذلك ، وكم من طلاق وقع ، ونفس أزهقت ، وعرض قذف ، وعورة هتكت ، وفرقة بين متحابين ، كل ذلك بسبب الإشاعة ونقل الكلام بلا تثبت ، ومن المعلوم أن التثبت مطلب شرعي لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) . وفي قراءة أخرى ( فتثبتوا ) وقد حذر الشارع أشد التحذير من نقل الشخص لكل ما يسمعه ، فقد أخرج مسلم في مقدمة صحيحه عن حفص بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) .وسمي كاذبا لأنه ينقل الكذب لا محاله ، ولو لم يتعمد الكذب .وأخرج البخاري في صحيحه من حديث المغيرة بن شعبة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ) فقوله قيل وقال ، يعني كثرة الكلام ونقله بلا فائدة .و أخرج أحمد وغيره من حديث أبي قلابة قيل  لأبي مسعود : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا ؟ قال بئس مطية الرجل .قال العظيم آبادي : " ( بِئْسَ مَطِيَّة الرَّجُل ) : الْمَطِيَّة بِمَعْنَى الْمَرْكُوب (زَعَمُوا) : الزَّعْم قَرِيب مِنْ الظَّنّ أَيْ أَسْوَأ عَادَة لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَّخِذ لَفْظ زَعَمُوا مَرْكَبًا إِلَى مَقَاصِده فَيُخْبِر عَنْ أَمْر تَقْلِيدًا مِنْ غَيْر تَثَبُّت فَيُخْطِئ وَيُجَرَّب عَلَيْهِ الْكَذِب .ولذلك حرص سلفنا الصالح على التثبت والحذر من الإشاعات :قال عمر رضي الله عنه : ( إياكم والفتن فإن وقع اللسان فيها مثل وقع السيف ).أيها المؤمنون : عودوا أنفسكم عدم الحديث فيما لا علم لكم به ، ولا تتكلموا بكل ما تسمعون ، وأقلوا من الكلام ، فمن صمت سلم .ومن نقل الكلام فلا بد أن يقع في النميمة والغيبة ، وهذه من كبائر الذنوب التي يعذب صاحبها بسببها في قبره كما ثيت ذلك في الصحيح ، فنقل الكلام ونشر الإشاعات ، يوقع العبد في الموبقات ، وتخرب المجتمعات ، وتتقطع العلاقات ، وتنشب الخلافات ، وتحل الويلات .



 


ليست هناك تعليقات