الإجازة الصيفية - صيام عاشوراء

عبادَ اللهِ : على كلِّ مسلمٍ أن يعرفَ شرفَ زمانِه وقدرَ وقتِه، فلا يُضيِّعُ منه لحظةً في غيرِ طاعةٍ أو قُربةٍ، ويُقدِّمُ فيه أفضلَ الأقوالِ والأعمالِ. ورأسُ مالِ العبدِ وأغلَى شيءٍ في حياتِه هو عُمُرِه، وكلَّما مضى يومٌ منه مضى بعضُه، والأجلُ له نهايةٌ، والموتُ حقٌّ على كلِّ إنسانٍ، والعاقلُ من استغلَّ لحظاتِ عمرِه فيما يُقرِّبُه إلى رضا مولاه وخالقِه. والإجازةُ التي يعيشُها أبنَاؤنَا وبناتُنا فرصةٌ طيبةٌ لاغتنامِها فيما يَنفعهُم من أعمالِ الدنيَا والآخرةِ, وعلى قدرِ صدقِ النِّيةِ والحرصِ والمجاهدةِ, يُعينُهم اللهُ -جلَّ وعلا-، ويفتحُ لهم أبوابَ الخيرِ كُلَّها. أيُّها المؤمنونَ: وإنَّ من كياسةِ المسلمِ أَنْ يَستغلَّ وقتَه في هذهِ الإجازةِ بما يعودُ عليه بالنَّفعِ العاجلِ في الدنيَا والآخرةِ. قالَ عمرُ -رضي اللهُ عنه-: "إنِّي لأكرهُ أَنْ أرى أحدَكم سَبهللاً لا في عملِ دُنيَا ولا في عملِ آخرةٍ"، وما أكثرُ الذينَ يُضيِّعونَ هذه الإجازةَ فيما لا يعودُ عليهمْ بالفائدةِ!! يقولُ ابنُ القيِّمِ -رحمه اللهُ-: "إضاعةُ الوقتِ أشدُّ من الموتِ؛ لأنَّ إضاعةَ الوقتِ تَقْطعُك عن اللهِ والدَّارِ الآخرةِ، والموتُ يقطعُكَ عن الدنيَا وأهلِها". وإنَّ من أخطرِ ما ابتُلي به بعضُ النَّاسِ في الإجازةِ السهرَ طوالَ الَّليلِ على المباحِ وغيرِه، والنَّومَ بالنَّهارِ، وخاصةً الشبابَ والفتياتِ، فَتَضيع عليهم صلاتَا الظُهرِ والعصرِ، ولا يستيقظونَ إلا قُربَ المغربِ، وهؤلاءِ على خطرٍ عظيمٍ، لتهاونهِم وتضييعهِم لوقتِها، قالَ -تعالى-: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)[مريم:59]، فاتَّقوا اللهَ -تعالى- في صلاتِكم، فهي عمادُ دينكِم، وأعظمُ العباداتِ عندَ ربِّكم، ومن ضيَّعها فهو لما سُواها أضيعُ. نسألُ اللهَ السلامةَ والعافيةَ. عبادَ اللهِ: إنَّ الإجازةَ نعمةٌ ومنَّةٌ مِنَ اللهِ بعدَ طولِ دراسةٍ وبذلٍ وعملٍ، والنفسُ تحتاجُ إلى ترويحٍ بالمباحِ، فينبغي علينَا أن نعمرَها بكلِّ خيرٍ.
ليست هناك تعليقات