Header Ads

ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

ظاهرة التهور في قيادة السيارات


إن الله سبحانه وتعالى حرَّم دم المسلم وماله وعرضه، وجعله معصوم الدم، وجعل حرمته مقدمة على حرمة الكعبة المشرفة؛ ولذلك يقول سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنه: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، وَيَقُولُ: ((مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ! مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ، وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا))[1] فجعل النبي صلى الله عليه وسلم حرمته أعظم من حرمة الكعبة.

بل حرمة دم المسلم أعظم عند الله عز وجل من زوال الدنيا، فقال صلى الله عليه وسلم:((لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ))[2] يعني:زوال الدنيا بكل ما فيها وما خلقه الله عليها، أهون عنده جل وعلا من أن يسفك دم امرئ مسلم بغير حق، وقال صلى الله عليه وسلم: ((فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ..))[3]بل إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا))[4] يعني: لا يزال المؤمن في سعة، وفي رجاء رحمة الله تعالى وعفوه ومغفرته، ما لم يصب دمًا حرامًا فإنه يضيق عليه الأمر على نحو يكون فيه أمر المغفرة والتجاوز ضيقًا عسيرًا. ومع كل هذه التحذيرات نجد الاستهانة بأرواح الناس وممتلكاتهم، وخاصة من بعض أصحاب السيارات والستوتات وأصحاب الدرَّاجات النارية ودرَّاجات الشحن الكهربائي في الشوارع والطرقات، فتجد هناك من يستخف بأنظمة المرور التي فيها السلامة للجميع، وهناك من يمشي بسرعة جنونية ويعتبرها شطارة، وهناك من أصحاب المركبات في مناسبات الأعراس من يتسابقون فيما بينهم وبسرعة مفرطة، وهذا كله استخفاف بأرواح البشر، وإهلاك للأنفس والأموال. فكم من أبٍ خرَج من بيته إلى عمله سليمًا معافًى ولكنه لم يعد إليه بسبب حادث مُروري! وكم من أمٍّ ودَّعت ولدها الوحيد ليذهب إلى وظيفته، ثم بعد خروجه جاءها الخبر بأنه قد توفِّي في حادث مروري! وكم من زوجة أعدَّت طعام الغداء أو العشاء لزوجها فتأخَّر عن موعد رجوعه للبيت، ثم جاءها الخبر، بأنه في المستشفى بسبب حادث مروري! كم في المستشفيات من شخصٍ أصبَح حبيس الفراش، أو معاقًا فقَد القدرة على الحركة والتنقُّل، وأصبَح عالَةً على الآخرين، والسبب: حادث مروري! وكم في مجتمعاتنا ممن فقدوا أطرافهم كلها أو بعضها أو ذاكرته أو أصيب بشلل موضعي أو نصفي أو كلي جعلهم رهائن الأسِرَّة البيضاء، والسبب السرعة المفرطة من أصحاب الستوتات ودرَّاجات الشحن! وكم، وكم هي هذه الصور المؤلِمة التي قلَّما يَسلم منها بيت أو أسرة! أرأيتم كيف أصبحت السيارات من أكثر أسباب هلاك الناس، حتى إنها أحيانًا تفوق قتلى الحروب، فهل ينتبه المسلم لذلك؟! 



ليست هناك تعليقات