عام جديد - صيام عاشوراء

واعلَموا أنَّه قد رحَل من بين أظهركم عامٌ
ودَّعتموه بما أودَعتُموه من أعمال، وحلَّ بكم عامٌ جديد، فودِّعوا عامكم المرتحل
بالتوبة النَّصوح والاستغفار والندَم على ما فرَّطتم فيه، واستَقبِلوا عامَكم الذي
يحلُّ بالعمل الصالح والاستعداد لما بعد الموت، فإنَّ الليالي والأيام خزائن.
فانظُروا ماذا تصنَعون في خَزائنكم فغدًا تَجِدُون ما أودَعتُموه
فيها، ودَّعتم عامًا من أعماركم شاهدًا لكم أو عليكم، ويحلُّ بكم عامٌ أوَّله شهر
محرم فاضِل فيه اليوم العاشر المخصوص بالأجر الجزيل، رغَّب رسول الله - صلَّى الله
عليه وسلَّم - في صيام هذا الشهر وفي صيام التاسع والعاشر منه؛ فعن أبي هريرة -
رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أفضَلُ الصيام
بعد رمضان شهرُ الله المحرم، وأفضَلُ الصلاة بعد الفريضة صلاةُ الليل)) . وعن ابن عباسٍ - رضِي الله عنهما - قال:
((أمَر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بصوم يوم عاشوراء يوم العاشر)). وعن
أبي قتادة - رضِي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - سُئِلَ عن
صيام يوم عاشوراء فقال: ((يُكفِّر السنة الماضية)). وعن ابن عباسٍ - رضِي الله
عنهما - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قَدِمَ المدينة فوجَدَ اليهود
صيامًا يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما هذا
اليوم الذي تَصُومُونه؟)) قالوا: هذا يوم عظيم نجَّى الله فيه موسى وقومه، وأغرق
فرعون وقومه فصامه موسى شكرًا لله؛ فنحن نصومه، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه
وسلَّم -: ((فنحن أحقُّ وأولى بموسى منكم))
ليست هناك تعليقات