Header Ads

ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

مكانة المرأة في الاسلام

 

إن الله أرسل محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، والناس في جاهلية جهلاء، وفي ضياع وعماء وشقاء، وفي اضطراب فكري وارتباك اجتماعي، وظلم سياسي، وسحت مالي، حتى إن الإنسان الذي ليس له بطش أو سلطان، لا يجد حماية لنفسه إلا إذا أذل نفسه لإنسان آخر. وكان من الظلم الذي أحاق بالإنسان، ظلم الإنسان للمرأة، فظلمها بنتًا، وظلمها زوجة، وظلمها أختًا، وظلمها أمًّا، وظلمها في حياتها، وظلمها بعد موتها. وكان أكثر الناس في العالم ينظر إلى المرأة كأنها متاع، إن اشتهاه استمتع به، وإن استغنى منه رفسه وركله واحتقره وأبعده وهجره. لم تكن المرأة ترث بل كانت أحيانًا تورَّث، ولم تكن المرأة تختار لنفسها، بل كان أبوها يختار لها ويفرض عليها ما يراه لها دون مراعاة لمشاعرها ورغبتها، وكان كثير من العرب يئد البنت وهي حية، فإذا جاء المرأة المخاض وأحست بآلام الولادة خرجت إلى الخلاء وحفر لها حفرة، ثم إذا وضعت إن كان المولود ولدًا فرحت واستبشرت ورجعت إلى أهلها، وأقيمت الزينات والأفراح، وإن كان المولود بنتًا اسود وجهها من الغم، وألقيت ابنتها في الحفرة وأهيل التراب عليها حية، والأم يمزق قلبها ولا أحد يرق لها كما قال تعالى: (وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِلاْنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوء مَا بُشّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ أَلاَ سَآء مَا يَحْكُمُونَ) [النحل: 58، 59].

فلما جاء الإسلام رفع الظلم عن البشر، وأعطى كل إنسان حقه، ووضع المرأة في مكانها الطبيعي، وبين للرجل وللمرأة أن كلاً منهما في حاجة للآخر، فقال للرجل: (وَمِنْ ءايَـاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوجاً لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا) [الروم: 21]، أي أن المرأة خلقت منك، فقد خلقت حواء من آدم، فهي جزء منك، وهي بعضك، ولا يستغني الكل عن البعض، ولا يستغنى الإنسان عن جزء منه، فلا يستغنى الرجل عن المرأة.



ليست هناك تعليقات