أخلاق خير البرية ﷺ

قال
ربُّكم ــ جلَّ وعلا – داعيًا لكم ومُرغِّبًا قال تعالى: ( لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ
وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) فأبانت
هذه الآية الجليلة: أنَّ مَن كان يرجو الله واليوم
الآخر، فإنَّ ما معه مَن الإيمان، وخوفِ اللّه، ورجاءِ ثوابه، وخوفِ عقابه، يحثُّه
على التأسِّي والاقتداءِ والاهتداء بالرسول صلى اللّه عليه وسلم في اعتقاداته
وأقواله وأفعاله. فاقتدوا
وتأسَّوا واهتدوا بِه ــ صلوات ربِّي وسلامه عليه ــ في جميع أموره وأحواله،
لاسِيَّما أخلاقه الشريفة الجميلة، وأدبَه الرَّفيع العالي، فلقد كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذا خُلق عظيم عالٍ كريم، وأدب طيِّب جليل، لا نظير له فيه ولا
مثيل، شَهدَ له بذلك ربُّه سبحانه في أوَّل سورة القلم، فقال في تقرير ذلك : ( وَإِنَّكَ
لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) . وشَهد له بذلك مَن عاشره وخالطه وجالسه، وهُم
أصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، فصحَّ عن البراء بن عازب وأنس بن
مالك ــ رضي الله عنهما ــ أنَّهما قالا: ( كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا ))، وصحَّ عن سعد بن هشام ــ رحمه الله
ــ أنَّه قال : ( سَأَلْتُ عَائِشَةَ ــ رضي الله عنها
ــ فَقُلْتُ: أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ ) .
ليست هناك تعليقات